المسلم والجنة
اهلا بك فى مندى المسلم احلى دليل ارجو ان تقوم بالتسجيل فلن يظهر لك محتوى المنتدى من المواضيع الا اذا كنت عضو فية

راحتك دليل نجاحنا
Welcome to Mendy is the best guide I hope that you will register if they were not a member of

Evidence of your comfort to our success

المسلم والجنة
اهلا بك فى مندى المسلم احلى دليل ارجو ان تقوم بالتسجيل فلن يظهر لك محتوى المنتدى من المواضيع الا اذا كنت عضو فية

راحتك دليل نجاحنا
Welcome to Mendy is the best guide I hope that you will register if they were not a member of

Evidence of your comfort to our success

المسلم والجنة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالمنتدىأحدث الصورالتسجيلدخول

سجل نفسك على المنتدى وهتوصلك رسالة على الايميل افتحها واتبع التعليمات


 فعل اشتراكك من الايميل لو مش مسجل وشاركنا المواضيع

    

تصويت
كيف تصنع الخير ؟
 اساعد من اجدة فى طريقى
 مشترك فى جمعية خيرية
 لم اصنع الخير
استعرض النتائج

(نصيحة الموقع)

 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا ضرر ولا ضرار" صححة الالبانى




المواضيع الأخيرة
» اغمض عينيك
الفصل الاول (أهم الأحداث التاريخية من قبل البعثة حتى نزول الوحي) I_icon_minitime20/3/2010, 9:16 pm من طرف العسل الحلو88

» الخجل اسبابه واعراضه وعلاجه
الفصل الاول (أهم الأحداث التاريخية من قبل البعثة حتى نزول الوحي) I_icon_minitime3/1/2010, 1:50 pm من طرف magdyelasser

» الفرعون الصغير
الفصل الاول (أهم الأحداث التاريخية من قبل البعثة حتى نزول الوحي) I_icon_minitime24/12/2009, 1:06 pm من طرف saleh

» كلمتني نفسي قائلتا الله اكبر ......
الفصل الاول (أهم الأحداث التاريخية من قبل البعثة حتى نزول الوحي) I_icon_minitime23/12/2009, 9:21 pm من طرف saleh

» كيف تدعو أحداً إلى الله ؟؟!!
الفصل الاول (أهم الأحداث التاريخية من قبل البعثة حتى نزول الوحي) I_icon_minitime23/12/2009, 8:09 pm من طرف saleh

» الافـاعـي خُلقت لتفترس
الفصل الاول (أهم الأحداث التاريخية من قبل البعثة حتى نزول الوحي) I_icon_minitime23/12/2009, 8:02 pm من طرف saleh

» رساله
الفصل الاول (أهم الأحداث التاريخية من قبل البعثة حتى نزول الوحي) I_icon_minitime23/12/2009, 7:50 pm من طرف saleh

» ثلاثون سبب للسعادة اول خمس اسباب
الفصل الاول (أهم الأحداث التاريخية من قبل البعثة حتى نزول الوحي) I_icon_minitime22/12/2009, 9:26 pm من طرف saleh

» جمعية رسالة
الفصل الاول (أهم الأحداث التاريخية من قبل البعثة حتى نزول الوحي) I_icon_minitime17/10/2009, 1:33 pm من طرف magdyelasser

» الحلقة 29 - كيف نثبت بعد رمضان؟ 3
الفصل الاول (أهم الأحداث التاريخية من قبل البعثة حتى نزول الوحي) I_icon_minitime24/9/2009, 8:32 am من طرف ramadan

» الحلقة 28 - كيف نثبت بعد رمضان؟ 2
الفصل الاول (أهم الأحداث التاريخية من قبل البعثة حتى نزول الوحي) I_icon_minitime24/9/2009, 8:31 am من طرف ramadan

» الحلقة 27 - كيف نثبت بعد رمضان؟
الفصل الاول (أهم الأحداث التاريخية من قبل البعثة حتى نزول الوحي) I_icon_minitime24/9/2009, 8:29 am من طرف ramadan

» الحلقة 26 - اسم الله العفو
الفصل الاول (أهم الأحداث التاريخية من قبل البعثة حتى نزول الوحي) I_icon_minitime24/9/2009, 8:28 am من طرف ramadan

» الحلقة 25 - قصة آل عمران
الفصل الاول (أهم الأحداث التاريخية من قبل البعثة حتى نزول الوحي) I_icon_minitime24/9/2009, 8:25 am من طرف ramadan

» الحلقة 24 - يوم التناد
الفصل الاول (أهم الأحداث التاريخية من قبل البعثة حتى نزول الوحي) I_icon_minitime24/9/2009, 8:23 am من طرف ramadan

» الحلقة 23 - قصة لقمان الحكيم
الفصل الاول (أهم الأحداث التاريخية من قبل البعثة حتى نزول الوحي) I_icon_minitime24/9/2009, 8:21 am من طرف ramadan

» الحلقة 22 - عبادة الدعاء
الفصل الاول (أهم الأحداث التاريخية من قبل البعثة حتى نزول الوحي) I_icon_minitime24/9/2009, 8:20 am من طرف ramadan

» الحلقة 21 - قصة ذو القرنين
الفصل الاول (أهم الأحداث التاريخية من قبل البعثة حتى نزول الوحي) I_icon_minitime24/9/2009, 8:18 am من طرف ramadan

» الحلقة 20 - قصة حادثة الإفك
الفصل الاول (أهم الأحداث التاريخية من قبل البعثة حتى نزول الوحي) I_icon_minitime24/9/2009, 8:16 am من طرف ramadan

» الحلقة 19 - بداية العشر الأواخر من رمضان
الفصل الاول (أهم الأحداث التاريخية من قبل البعثة حتى نزول الوحي) I_icon_minitime24/9/2009, 8:14 am من طرف ramadan

 
 
 

Free CursorsMyspace LayoutsMyspace Comments

 

 الفصل الاول (أهم الأحداث التاريخية من قبل البعثة حتى نزول الوحي)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
magdyelasser
المدير العام
المدير العام
magdyelasser


الانتساب : 26/06/2009
عدد المساهمات : 221
نقاط : 6253
معدل تقييم المستوى :
الفصل الاول (أهم الأحداث التاريخية من قبل البعثة حتى نزول الوحي) Empty100 / 100100 / 100الفصل الاول (أهم الأحداث التاريخية من قبل البعثة حتى نزول الوحي) Right_bar_bleue

وسام : وسام
البلد : مصر

الفصل الاول (أهم الأحداث التاريخية من قبل البعثة حتى نزول الوحي) Empty
16092009
مُساهمةالفصل الاول (أهم الأحداث التاريخية من قبل البعثة حتى نزول الوحي)

الفصل الأول


أهم الأحداث
التاريخية من قبل البعثة حتى نزول الوحي


المبحث
الأول


الحضارات السائدة
قبل البعثة ودياناتها


أولاً: الإمبراطورية الرومانية:

كانت الإمبراطورية الرومانية
الشرقية تعرف بالإمبراطورية البيزنطية، فكانت تحكم دول اليونان والبلقان وآسيا
وسوريا وفلسطين وحوض البحر المتوسط بأسره, ومصر وكل إفريقيا الشمالية، وكانت
عاصمتها القسطنطينية، وكانت دولة ظالمة مارست الظلم والجور والتعسف على الشعوب
التي حكمتها، وضاعفت عليها الضرائب، وكثرت الاضطرابات والثورات، وكانت حياتهم
العامة قائمة على كل أنواع اللهو واللعب والطرب والترف.


أما مصر فكانت عرضة للاضطهاد
الديني والاستبداد السياسي، واتخذها البيزنطيون شاة حلوبا يحسنون حلبها، ويسيئون
علفها.


وأما سوريا فقد كثرت فيهم
المظالم والرقيق، ولا يعتمدون في قيادة الشعب إلا على القوة والقهر الشديد، وكان
الحكم حكم الغرباء، الذي لا يشعر بأي عطف على الشعب المحكوم، وكثيرا ما كان
السوريون يبيعون أبناءهم ليوفوا ما كان عليهم من ديون([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).



كان المجتمع الروماني مليئا
بالتناقض والاضطرابات، وقد جاء تصويره في كتاب «الحضارة ماضيها وحاضرها» كالآتي:


«كان هناك تناقض هائل في
الحياة الاجتماعية للبيزنطيين، فقد رسخت النزعة الدينية في أذهانهم، وعمت
الرهبانية، وشاعت في طول البلاد وعرضها، وأصبح الرجل العادي في البلاد يتدخل في
الأبحاث الدينية العميقة، والجدل البيزنطي، ويتشاغل بها، كما طبعت الحياة العادية
العامة بطابع المذهب الباطني، ولكن نرى هؤلاء - في جانب آخر- حريصين أشد الحرص على
كل نوع من أنواع اللهو واللعب، والطرب والترف، فقد كانت هناك ميادين رياضية واسعة
تتسع لجلوس ثمانين ألف شخص، يتفرجون فيها على مصارعات بين الرجال والرجال أحيانًا،
وبين الرجال والسباع أحيانًا أخرى، وكانوا يقسمون الجماهير في لونين: لون أزرق
ولون أخضر، لقد كانوا يحبون الجمال، ويعشقون العنف والهمجية، وكانت ألعابهم دموية
ضارية أكثر الأحيان، وكانت عقوبتهم فظيعة تقشعر منها الجلود، وكانت حياة سادتهم
وكبرائهم عبارة عن المجون والترف، والمؤامرات والمجاملات الزائدة، والقبائح
والعادات السيئة»([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).



ثانيًا: الإمبراطورية الفارسية:


كانت الإمبراطورية الفارسية
تعرف بالدولة الفارسية أو الكسروية، وهي أكبر وأعظم من الإمبراطورية الرومانية
الشرقية، وقد كثرت فيها الديانات المنحرفة كالزرادشتية والمانية التي أسسها ماني
في أوائل القرن الثالث الميلادي، ثم ظهرت المزْدكية في أوائل القرن الخامس
الميلادي التي دعت إلى الإباحية في كل شيء؛ مما أدى إلى انتشار ثورات الفلاحين
وتزايد النهابين للقصور فكانوا يقبضون أو يأسرون النساء ويستولون على الأملاك
والعقارات فأصبحت الأرض والمزارع والدور كأن لم تسكن من قبل.


وكان ملوكهم يحكمون
بالوراثة، ويضعون أنفسهم فوق بني آدم، لأنهم يعتبرون أنفسهم من نسل الآلهة، وأصبحت
موارد البلاد ملكًا لهؤلاء الملوك يتصرفون فيها ببذخ لا يتصور, ويعيشون عيش
البهائم، حتى ترك كثير من المزارعين أعمالهم أو دخلوا الأديرة والمعابد فرارًا من
الضرائب والخدمة العسكرية، وكانوا وقودًا حقيرًا في حروب طاحنة مدمرة قامت في فترات
من التاريخ دامت سنين طوال بين الفرس والروم لا مصلحة للشعوب فيها إلا تنفيذ نزوات
ورغبات الملوك([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).
ثالثـًا: الهند:
اتفقت كلمة المؤرخين على أن أحط أدوارها ديانة
وخلقا واجتماعا وسياسة - ذلك العهد الذي يبتدئ من مستهل القرن السادس الميلادي،
فانتشرت الخلاعة حتى في المعابد؛ لأن الدين أعطاها لونًا من القدس والتعبد، وكانت
المرأة لا قيمة لها ولا عصمة، وانتشرت عادة إحراق المرأة المتوفى زوجها، وامتازت
الهند عن أقطار العالم بالتفاوت الفاحش بين طبقات الشعب، وكان ذلك تابعا لقانون
مدني سياسي ديني وضعه المشرعون الهنديون الذين كانت لهم صفة دينية، وأصبح هو
القانون العام في المجتمع ودستور حياتهم، وكانت الهند في حالة فوضى وتمزق, انتشرت
فيها الإمارات التي اندلعت بينها الحروب الطاحنة، وكانت بعيدة عن أحداث عالمها في
عزلة واضحة يسيطر عليها التزمت والتطرف في العادات والتقاليد, والتفاوت الطبقي
والتعصب الدموي والسلالي، وقد تحدث مؤرخ هندوكي- أستاذ للتاريخ في إحدى جامعات
الهند- عن عصر سابق لدخول الإسلام في الهند فقال: «كان أهل الهند منقطعين عن
الدنيا، منطوين على أنفسهم، لا خبرة عندهم بالأوضاع العالمية، وهذا الجهل أضعف
موقفهم، فنشأ فيهم الجمود، وعمت فيهم أمارات الانحطاط والتدهور، كان الأدب في هذه
الفترة بلا روح، وهكذا كان الشأن في الفن المعماري، والتصوير، والفنون الجميلة
الأخرى»([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).

«وكان المجتمع الهندي راكدًا
جامدًا، كان هناك تفاوت عظيم بين الطبقات وتمييز معيب بين أسرة وأسرة، وكانوا لا
يسمحون بزواج الأيامى، ويشددون على أنفسهم في أمور الطعام والشراب، أما المنبوذون
فكانوا يعيشون مضطرين خارج بلدهم ومدينتهم»([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).

كان تقسيم سكان الهند إلى أربع طبقات:
1- طبقة الكهنة ورجال الدين، وهم (البراهمة).
2- ورجال الحرب والجندية وهم (شترى
3- ورجال الفلاحة والتجارة وهم (ويش).
4- ورجال الخدمة وهم (شودر) وهم أحط الطبقات، فقد خلقهم خالق الكون من أرجله
-كما يزعمون-، وليس لهم إلا خدمة هذه الطبقات الثلاث وإراحتها.
وقد منح هذا القانون
البراهمة مركزا ومكانة لا يشاركهم فيها أحد، والبرهمي رجل مغفور له ولو أباد
العوالم الثلاثة بذنوبه وأعماله، ولا يجوز فرض جباية عليه، ولا يعاقب بالقتل في
حال من الأحوال، أما (شودر) فليس لهم أن يقتنوا مالا، أو يدخروا كنزا، أو يجالسوا
برهميًّا، أو يمسوه بيدهم، أو يتعلموا الكتب المقدسة([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).
رابعًا: أحوال العالم الدينية قبل البعثة المحمدية:
كانت الإنسانية قبل بزوغ فجر
الإسلام العظيم تعيش مرحلة من أحط مراحل التاريخ البشري في شؤونها الدينية
والاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وتعاني من فوضى عامة في كافة شؤون حياتها،
وهيمن المنهج الجاهلي على العقائد والأفكار والتصورات والنفوس، وأصبح الجهل والهوى
والانحلال والفجور، والتجبر والتعسف من أبرز ملامح المنهج الجاهلي المهيمن على
دنيا الناس([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).

وضاع تأثير الديانات
السماوية على الحياة أو كاد بسبب ما أصابها من التبديل والتحريف والتغيير الذي
جعلها تفقد أهميتها باعتبارها رسالة الله إلى خلقه، وانشغل أهلها بالصراعات
العقدية النظرية التي كان سببها دخول الأفكار البشرية، والتصورات الفاسدة على هذه
الأديان، حتى أدى إلى الحروب الطاحنة بينهم، ومن بقي منهم لم يحرف ولم يبدل قليل
نادر, وآثر الابتعاد عن دنيا الناس ودخل في حياة الخلوة والعزلة طمعًا في النجاة
بنفسه يأسًا من الإصلاح، ووصل الفساد إلى جميع الأصناف والأجناس البشرية، ودخل في
جميع المجالات بلا استثناء.
ففي الجانب الديني تجد الناس إما أن ارتدوا عن
الدين أو خرجوا منه أو لم يدخلوا فيه أصلا، أو وقعوا في تحريف الديانات السماوية
وتبديلها، وأما في الجانب التشريعي، فإن الناس نبذوا شريعة الله وراءهم ظهريًا,
واخترعوا من عند أنفسهم قوانين، وشرائع لم يأذن بها الله, تصطدم مع العقل وتختلف مع
الفطرة.

وتزعم
هذا الفساد زعماء الشعوب والأمم من القادة والرهبان والقساوسة والدهاقين والملوك،
وأصبح العالم في ظلام دامس وليل بهيم, وانحراف عظيم عن منهج الله سبحانه وتعالى.
فاليهودية: أصبحت مجموعة من الطقوس والتقاليد لا روح فيها ولا حياة, وتأثرت
بعقائد الأمم التي جاورتها واحتكت بها، والتي وقعت تحت سيطرتها فأخذت كثيرا من
عاداتها وتقاليدها الوثنية الجاهلية، وقد اعترف بذلك مؤرخو اليهود([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط])
فقد جاء في دائرة المعارف اليهودية: «إن سخط الأنبياء وغضبهم على عبادة الأوثان
يدل على أن عبادة الأوثان والآلهة، كانت قد تسربت إلى نفوس الإسرائيليين، ولم
تستأصل شأفتها إلى أيام رجوعهم من الجلاء والنفي في بابل، وقد اعتقدوا معتقدات
خرافية وشركية.
إن التلمود أيضًا يشهد بأن
الوثنية كانت فيها جاذبية خاصة لليهود»([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).

إن المجتمع اليهودي قبل
البعثة المحمدية قد وصل إلى الانحطاط العقلي وفساد الذوق الديني، فإذا طالعت تلمود
بابل الذي يبالغ اليهود في تقديسه, والذي كان متداولاً بين اليهود في القرن السادس
المسيحي، تجد فيه نماذج غريبة من خفة العقل وسخف القول، والاجتراء على الله،
والعبث بالحقائق والتلاعب بالدين والعقل([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).

أما المسيحية: فقد امتحنت بتحريف الغالين، وتأويل الجاهلين واختفى
نور التوحيد وإخلاص العبادة لله وراء السحب الكثيفة([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط])،
واندلعت الحروب بين النصارى في الشام والعراق، وبين نصارى مصر حول حقيقة المسيح
وطبيعته، وتحولت البيوت والمدارس والكنائس إلى معسكرات متنافسة وظهرت الوثنية في
المجتمع المسيحي في مظاهر مختلفة وألوان شتى، فقد جاء في تاريخ المسيحية في ضوء
العلم المعاصر:
«لقد انتهت الوثنية، ولكنها
لم تلق إبادة كاملة، بل إنها تغلغلت في النفوس واستمر كل شيء فيها باسم المسيحية
وفي ستارها، فالذين تجردوا عن آلهتهم وأبطالهم وتخلوا عنهم أخذوا شهيدًا من
شهدائهم ولقبوه بأوصاف الآلهة، ثم صنعوا له تمثالا، وهكذا انتقل هذا الشرك وعبادة
الأصنام إلى هؤلاء الشهداء المحليين، ولم ينته هذا القرن حتى عمت فيه عبادة
الشهداء والأولياء، وتكونت عقيدة جديدة، وهي أن الأولياء يحملون صفات الألوهية،
وصار هؤلاء الأولياء والقديسون خلقا وسيطا بين الله والإنسان يحمل صفة الألوهية
على أساس عقائد الأريسيين، وأصبحوا رمزا لقداسة القرون الوسطى وورعها وطهرها،
وغيرت أسماء الأعياد الوثنية بأسماء جديدة، حتى تحول في عام 400 ميلادي عيد الشمس
القديم إلى عيد ميلاد المسيح»([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط])،
وجاء في دائرة المعارف الكاثوليكية الجديدة: «تغلغل الاعتقاد بأن الإله الواحد
مركب من ثلاثة أقانيم في أحشاء حياة العالم المسيحي وفكره، منذ ربع القرن الرابع
الأخير، ودامت كعقيدة رسمية مسلَّمة، عليها الاعتماد في جميع أنحاء العالم
المسيحي، ولم يرفع الستار عن تطور عقيدة التثليث وسرها إلا في المنتصف الثاني
للقرن التاسع عشر الميلادي»([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).

لقد
اندلعت الحروب بين النصارى وكفَّر بعضهم بعضًا، وقتل بعضهم بعضًا، وانشغل النصارى
ببعضهم عن محاربة الفساد وإصلاح الحال ودعوة الأمم إلى ما فيه صلاح البشرية([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).

وأما المجوس: فقد عرفوا من قديم الزمان بعبادة العناصر الطبيعية, أعظمها
النار، وانتشرت بيوت النار في طول البلاد وعرضها, وعكفوا على عبادتها وبنوا لها
معابد وهياكل، وكانت لها آداب وشرائع دقيقة داخل المعابد، أما خارجها فكان أتباعها
أحرارًا يسيرون على هواهم لا فرق بينهم وبين من لا دين له.

ويصف المؤرخ الدنماركي طبقة
رؤساء الدين ووظائفهم عند المجوس في كتابه «إيران في عهد الساسانيين» فيقول: «كان
واجبًا على هؤلاء الموظفين أن يعبدوا الشمس أربع مرات في اليوم، ويضاف إلى ذلك
عبادة القمر والنار والماء، وكانوا مكلفين بأدعية خاصة، عند النوم والانتباه
والاغتسال ولبس الزنار والأكل والعطس وحلق الشعر وتقليم الأظافر، وقضاء الحاجة
وإيقاد السرج، وكانوا مأمورين بألا يدعوا النار تنطفئ، وألا تمس النار والماء
بعضها بعضا، وألا يدعوا المعدن يصدأ لأن المعادن عندهم مقدسة»([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).

وكان أهل إيران يستقبلون في
صلاتهم النار، وقد حلف (يزدجرد) آخر ملوك الساسانيين – بالشمس مرة وقال: «أحلف
بالشمس التي هي الإله الأكبر». وقد دان المجوس بالثنوية في كل عصر وأصبح ذلك شعارًا
لهم، فآمنوا بإلهين اثنين، أحدهما النور أو إله الخير والثاني الظلام أو إله الشر([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).

أما البوذية: في الهند وآسيا الوسطى، فقد تحولت وثنية تحمل معها الأصنام حيث
سارت، وتبني الهياكل، وتنصب تماثيل بوذا حيث حلت ونزلت([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).

أما البرهمية: دين الهند الأصلي، فقد امتازت بكثرة المعبودات والآلهة, وقد بلغت
أوجها في القرن السادس الميلادي، ولا شك أن الديانتين الهندوكية والبوذية وثنيتان
سواء بسواء، لقد كانت الدنيا المعمورة من البحر الأطلسي إلى المحيط الهادي غارقة
في الوثنية, وكأنما كانت المسيحية واليهودية والبوذية والبرهمية تتسابق في تعظيم
الأوثان وتقديسها، وكانت كخيل رهان تجري في حلبة واحدة.

وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم
إلى عموم هذا الفساد لجميع الأجناس وجميع المجالات بلا استثناء فقد قال صلى الله عليه وسلم
ذات يوم في خطبته: «ألا إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم
مما علمني يومي هذا، كل ما نحلته([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط])
عبدًا حلال وإني خلقت عبادي حنفاءكلهم، وإنهم أتتهم الشياطين
فاجتالتهم عن دينهموحرمت عليهم ما أحللت لهم، وأمَرَتْهم أن يشركوا بي
ما لم أنزل به سلطانا، وإن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم: عربهم وعجمهم، إلا
بقايا من أهل الكتاب»([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).


والحديث يشير إلى انحراف
البشرية في جوانب متعددة كالشرك بالله، ونبذ شريعته وفساد المصلحين من حملة
الأديان السماوية وممالأتهم للقوم على ضلالهم([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).

المبحث
الثاني
أصول العرب وحضارتهم

أولاً: أصول العرب:

قسم المؤرخون أصول العرب إلى
ثلاثة أقسام بحسب السلالات التي انحدروا([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط])
منها:

1- العرب البائدة: وهي قبائل عاد، وثمود، والعمالقة، وطَسْم، وجَديس، وأمَيْم، وجُرهم
وحضرموت ومن يتصل بهم, وهذه درست معالمها واضمحلت من الوجود قبل الإسلام وكان لهم
ملوك امتد ملكهم إلى الشام ومصر([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).

2- العرب العاربة: وهم العرب المنحدرة من صلب يَعْرُب بن يشجُب بن قحطان وتسمى
بالعرب القحطانية([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط])
ويعرفون بعرب الجنوب([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط])
ومنهم ملوك اليمن، ومملكة معين، وسبأ وحمير([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).
3- العرب العدنانية: نسبة إلى عدنان الذي ينتهي نسبه إلى إسماعيل بن
إبراهيم عليهما الصلاة والسلام, وهم المعروفون بالعرب المستعربة، أي الذين دخل
عليهم دم ليس عربيًّا, ثم تم اندماج بين هذا الدم وبين العرب، وأصبحت اللغة
العربية لسان المزيج الجديد. وهؤلاء هم عرب الشمال، موطنهم الأصلي مكة، وهم
إسماعيل عليه السلام وأبناؤه, والجراهمة الذين تعلم منهم إسماعيل عليه السلام
العربية، وصاهرهم، ونشأ أولاده عربًا مثلهم، ومن أهم ذرية إسماعيل (عدنان) جد
النبي صلى الله عليه وسلم الأعلى، ومن عدنان كانت قبائل العرب وبطونها فقد
جاء بعد عدنان ابنه معد، ثم نزار، ثم جاء بعده ولداه مُضَر وربيعة.


أما ربيعة بن نزار فقد نزل
من انحدر من صلبه شرقا، فقامت عبد القيس في البحرين، وحنيفة في اليمامة، وبنو بكر
بن وائل ما بين البحرين واليمامة، وعبرت تغلب الفرات فأقامت في أرض الجزيرة بين
دجلة والفرات، وسكنت تميم في بادية البصرة([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).
أما فرع مضر: فقد نزلت سليم
بالقرب من المدينة، وأقامت ثقيف في الطائف، واستوطنت سائر هوازن شرقي مكة، وسكنت
أسد شرقي تيماء إلى غربي الكوفة، وسكنت ذُبيان وعَبس من تيماء إلى حوران([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط])
وتقسيم العرب إلى عدنانية وقحطانية هو ما عليه جمهرة علماء الأنساب وغيرهم من
العلماء. ومن العلماء من يرى أن العرب: عدنانية، وقحطانية ينتسبون إلى إسماعيل([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط])
عليه الصلاة والسلام.

وقد ترجم البخاري في صحيحه
لذلك فقال: باب نسبة اليمن إلى إسماعيل عليه السلام، وذكر في ذلك حديثًا عن سلمة
قال: خرج رسول الله صلى الله عليه
وسلم على قوم يتناضلون بالسهام، فقال: «ارموا بني إسماعيل، وأنا مع بني فلان» -لأحد الفريقين-
فأمسكوا بأيديهم، فقال: «ما لكم؟» قالوا: كيف
نرمي وأنت مع بني فلان؟ فقال: «ارموا وأنا معكم كلكم»([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط])
وفي بعض الروايات «ارموا بني إسماعيل، فإن أباكم كان
راميًا».

قال البخاري: وأسلم بن أَفْصَ
بن حارثة بن عمرو بن عامر من خزاعة، يعني: أن خزاعة فرقة ممن كان تمزق من قبائل
سبأ حين أرسل الله عليهم سيل العرم([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).

ووُلد الرسول صلى الله عليه وسلم
من مضر، وقد أخرج البخاري عن كليب بن وائل قال: حدثتني ربيبة النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت أبي سلمة قال: «قلت لها:
أرأيت النبي صلى الله عليه وسلم أكان من مضر؟ فقالت: فممن كان إلا من مضر؟ من بني
النضر بن كنانة»([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).
وكانت قريش قد انحدرت من
كنانة وهم أولاد فهر بن مالك بن النضر بن كنانة وانقسمت قريش إلى قبائل شتى من
أشهرها جمح وسهم وعدي ومخزوم وتيم وزهرة وبطون قصي بن كلاب، وهي عبد الدار بن قصي
وأسد بن عبد العزى بن قصي، وعبد مناف بن قصي، وكان من عبد مناف أربع فصائل: عبد
شمس ونوفل والمطلب وهاشم. وبيت هاشم هو الذي اصطفى الله منه سيدنا محمد بن عبد
الله بن عبد المطلب بن هاشم ([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).

قال صلى الله عليه وسلم: «إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشًا من كنانة،
واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم»([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).
ثانيًا: حضارات الجزيرة العربية:
نشأت من قديم الزمان ببلاد
العرب حضارات أصيلة، ومدنيات عريقة من أشهرها:

1- حضارة سبأ باليمن: وقد أشار القرآن الكريم إليها، ففي اليمن استفادوا
من مياه الأمطار والسيول التي كانت تضيع في الرمال، وتنحدر إلى البحار، فأقاموا
الخزانات والسدود بطرق هندسية متطورة، وأشهر هذه السدود (سد مأرب) واستفادوا
بمياهها في الزروع المتنوعة، والحدائق ذات الأشجار الزكية، والثمار الشهية، قال عز
شأنه: (لَقَدْ
كَانَ لِسَبَأٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا
مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ` فَأَعْرَضُوا
فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ
جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ` ذَلِكَ
جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلاَّ الْكَفُورَ) [سبأ: 15-17].

ودل
القرآن الكريم على وجود قرى متصلة في الزمن الماضي ما بين اليمن، إلى بلاد الحجاز،
إلى بلاد الشام، وأن قوافل التجارة والمسافرين كانوا يخرجون من اليمن إلى بلاد الشام،
فلا يعدمون ظلا، ولا ماء، ولا طعاما، قال تعالى: (وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ
وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا
السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ` فَقَالُوا
رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ
أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَاتٍ لِّكُلِّ
صَبَّارٍ شَكُورٍ)[سبأ: 18، 19].

2- حضارة عاد بالأحقاف: وكانوا في شمال حضرموت وهم الذين أرسل الله إليهم
نبي الله هودا عليه السلام، وكانوا أصحاب بيوت مشيدة، ومصانع متعددة، وجنات،
وزروع وعيون([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط])
قال تعالى: (كَذَّبَتْ
عَادٌ الْمُرْسَلِينَ` إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلاَ تَتَّقُونَ`
إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ` فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ` وَمَا
أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى رَبِّ
الْعَالَمِينَ` أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ` وَتَتَّخِذُونَ
مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ` وَإِذَا
بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ ` فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ` وَاتَّقُوا
الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ` أَمَدَّكُمْ
بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ` وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ) [الشعراء:123 134].

3- حضارة ثمود بالحجاز: دل القرآن الكريم على وجود حضارة في بلاد الحِجْر،
وأشار إلى ما كانوا يتمتعون به من القدرة على نحت البيوت في الجبال، وعلى ما كان
يوجد في بلادهم من عيون وبساتين وزروع([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط])،
قال تعالى: (كَذَّبَتْ
ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ` إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلاَ تَتَّقُونَ` إِنِّي
لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ` فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ` وَمَا
أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى رَبِّ
الْعَالَمِينَ` أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ` فِي
جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ` وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ` وَتَنْحِتُونَ
مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ` فَاتَّقُوا
اللهَ وَأَطِيعُونِ) [الشعراء: 141-150].

وقال فيهم أيضا: (وَاذْكُرُوا إِذْ
جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الأَرْضِ تَتَّخِذُونَ
مِن سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُوا آلاَءَ
اللهِ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ)[الأعراف: 74].
لقد زال كل ذلك من زمن طويل،
ولم يبق إلا آثار ورسوم وأطلال، فقد اضمحلت القرى والمدن، وتخربت الدور والقصور،
ونضبت العيون، وجفت الأشجار وأصبحت البساتين والزروع أرضا جُرُزًا([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).
المبحث
الثالث

الأحوال الدينية والسياسية والاقتصادية
والاجتماعية والأخلاقية عند العرب
أولاً: الحالة الدينية:

ابتليت الأمة العربية بتخلف
ديني شديد، ووثنية سخيفة لا مثيل لها، وانحرافات خلقية، واجتماعية, وفوضى سياسية،
وتشريعية, ومن ثم قل شأنهم وصاروا يعيشون على هامش التاريخ، ولا يتعدون في أحسن
الأحوال أن يكونوا تابعين للدولة الفارسية أو الرومانية، وقد امتلأت قلوبهم بتعظيم
تراث الآباء والأجداد واتباع ما كانوا عليه مهما يكن فيه من الزيغ والانحراف
والضلال ومن ثم عبدوا الأصنام، فكان لكل قبيلة صنم، فكان لهذيل بن مدركة: سواع،
ولكلب: ود، ولمذحج: يغوث, ولخيوان: يعوق، ولحمير: نسر، وكانت خزاعة وقريش تعبد إسافًا
ونائلة، وكانت مناة على ساحل البحر، تعظمها العرب كافة والأوس والخزرج خاصة، وكانت
اللات في ثقيف، وكانت العزى فوق ذات عرق، وكانت أعظم الأصنام عند قريش([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).

وإلى جانب هذه الأصنام
الرئيسية يوجد عدد لا يحصى كثرة من الأصنام الصغيرة والتي يسهل نقلها في أسفارهم
ووضعها في بيوتهم.
روى البخاري في صحيحه عن أبي
رجاء العُطاردي قال: «كنا نعبد الحجر، فإذا وجدنا حجرا آخر هو أخيرُ منه ألقيناه
وأخذنا الآخر، فإذا لم نجد حجرًا جمعنا جُثوة من تراب، ثم جئنا بالشاة فحلبناه
عليه ثم طفنا به»([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).

وقد حالت هذه الوثنية
السخيفة بين العرب, وبين ومعرفة الله وتعظيمه وتوقيره والإيمان به، وباليوم الآخر
وإن زعموا أنها لا تعدو أن تكون وسائط بينهم وبين الله، وقد هيمنت هذه الآلهة
المزعومة على قلوبهم وأعمالهم وتصرفاتهم، وجميع جوانب حياتهم وضعف توقير الله في
نفوسهم قال تعالى: (إِنَّمَا
يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللهُ ثُمَّ
إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ) [الأنعام: 36].

أما البقية الباقية من دين
إبراهيم عليه السلام فقد أصابها التحريف، والتغيير والتبديل، فصار الحج موسما
للمفاخرة والمنافرة، والمباهاة وانحرفت بقايا المعتقدات الحنيفية عن حقيقتها وألصق
بها من الخرافات والأساطير الشيء الكثير.

وكان يوجد بعض الأفراد من
الحنفاء الذين يرفضون عبادة الأصنام, وما يتعلق بها من الأحكام والنحائر وغيرها،
ومن هؤلاء زيد بن عمرو بن نفيل، وكان لا يذبح للأنصاب، ولا يأكل الميتة والدم،

وممن كان يدين بشريعة
إبراهيم وإسماعيل عليهما الصلاة والسلام، قُس بن ساعدة الإيادي, فقد كان خطيبًا،
حكيمًا، عاقلاً، له نباهة، وفضل، وكان يدعو إلى توحيد الله، وعبادته، وترك عبادة
الأوثان، كما كان يؤمن بالبعث بعد الموت، وقد بشر بالنبي صلى الله عليه وسلم
فقد روى أبو نعيم في دلائل النبوة عن ابن عباس قال: «إن قس بن ساعدة كان يخطب قومه
في سوق (عكاظ) فقال في خطبته: سيعلم حق من هذا الوجه وأشار بيده إلى مكة، قالوا:
وما هذا الحق؟ قال: رجل من ولد لؤي بن غالب يدعوكم إلى كلمة الإخلاص، وعيش الأبد،
ونعيم لا ينفد، فإن دعاكم فأجيبوه، ولو علمت أني أعيش إلى مبعثه لكنت أول من يسعى
إليه» وقد أدرك النبي صلى
الله عليه وسلم ومات قبل البعثة([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).

ثانيًا: الحالة السياسية:

كان سكان الجزيرة العربية
ينقسمون إلى بدو وحضر، وكان النظام السائد بينهم هو النظام القبلي، حتى في الممالك
المتحضرة التي نشأت بالجزيرة، كمملكة اليمن في الجنوب ومملكة الحيرة في الشمال
الشرقي، ومملكة الغساسنة في الشمال الغربي، فلم تنصهر الجماعة فيها في شعب واحد، وإنما
ظلت القبائل وحدات متماسكة.
والقبيلة العربية مجموعة من
الناس، تربط بينها وحدة الدم (النسب) ووحدة الجماعة، وفي ظل هذه الرابطة نشأ قانون
عرفي ينظم العلاقات بين الفرد والجماعة، على أساس من التضامن بينهما في الحقوق
والواجبات، وهذا القانون العرفي كانت تتمسك به القبيلة في نظامها السياسي
والاجتماعي([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).

وزعيم القبيلة ترشحه للقيادة
منزلته القبلية وصفاته، وخصائصه من شجاعة ومروءة، وكرم ونحوها، ولرئيس القبيلة
حقوق أدبية ومادية، فالأدبية أهمها: احترامه وتبجيله، والاستجابة لأمره، والنزول
على حكمه وقضائه، وأما المادية فقد كان له في كل غنيمة تغنمها (المرباع) وهو ربع
الغنيمة، (والصفايا) وهو ما يصطفيه لنفسه من الغنيمة قبل القسمة (والنشيطة) وهي ما
أصيب من مال العدو قبل اللقاء (والفضول) وهو ما لا يقبل القسمة من مال الغنيمة،

وكانت كل قبيلة من القبائل
العربية لها شخصيتها السياسية, وهي بهذه الشخصية كانت تعقد الأحلاف مع القبائل
الأخرى، وبهذه الشخصية أيضًا كانت تشن الحرب عليها, ولعل من أشهر الأحلاف التي
عقدت بين القبائل العربية، حلف الفضول (حلف المطيبين)([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).

وكانت الحروب بين القبائل
على قدم وساق ومن أشهر هذه الحروب حرب الفجار([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط])
وكان -عدا هذه الحروب الكبرى- تقع إغارات فردية بين القبائل تكون أسبابها شخصية
أحيانًا، أو طلب العيش أحيانًا أخرى، إذ كان رزق بعض القبائل في كثير من الأحيان
في حد سيوفها، ولذلك ما كانت القبيلة تأمن أن تنقض عليها قبيلة أخرى في ساعة من
ليل أو نهار لتسلب أنعامها ومؤنها، وتدع ديارها خاوية كأن لم تسكن بالأمس([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).

ثالثـًا: الحالة الاقتصادية:

يغلب على الجزيرة العربية
الصحاري الواسعة الممتدة، وهذا ما جعلها تخلو من الزراعة إلا في أطرافها وخاصة في
اليمن والشام، وبعض الواحات المنتشرة في الجزيرة كان يغلب على البادية رعي الإبل
والغنم، وكانت القبائل تنتقل بحثًا عن مواقع الكلأ، وكانوا لا يعرفون الاستقرار
إلا في مضارب خيامهم.

وأما الصناعة فكانوا أبعد
الأمم عنها، وكانوا يأنفون منها، ويتركون العمل فيها للأعاجم والموالي، حتى عندما
أرادوا بنيان الكعبة استعانوا برجل قبطي نجا من السفينة التي غرقت بجدة ثم أصبح
مقيما في مكة([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).

وإذا
كانت الجزيرة العربية قد حرمت من نعمتي الزراعة والصناعة، فإن موقعها الاستراتيجي
بين إفريقيا وشرق آسيا جعلها مؤهلة لأن تحتل مركزا متقدما في التجارة الدولية
آنذاك.
وكان الذين يمارسون التجارة
من سكان الجزيرة العربية هم أهل المدن، ولا سيما أهل مكة فقد كان لهم مركز ممتاز
في التجارة، وكان لهم بحكم كونهم أهل الحرم منزلة في نفوس العرب فلا يعرضون لهم،
ولا لتجارتهم بسوء، وقد امتن الله عليهم بذلك في القرآن الكريم: (أَوَ لَمْ يَرَوْا أَنَّا
جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ
أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللهِ يَكْفُرُونَ) [العنكبوت: 67]


وكانت لقريش رحلتان عظيمتان شهيرتان: رحلة
الشتاء إلى اليمن، ورحلة الصيف إلى الشام، يذهبون فيها آمنين بينما الناس يتخطفون
من حولهم، هذا عدا الرحلات الأخرى التي يقومون بها طوال العام، قال تعالى: (لإِيلاَفِ قُرَيْشٍ إِيلاَفِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ` فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا
الْبَيْتِ` الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن
جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ) [قريش: 1-4].
وكانت القوافل تحمل الطيب
والبخور، والصمغ، واللبان، والتوابل والتمور، والروائح العطرية، والأخشاب الزكية،
والعاج، والأبنوس، والخرز، والجلود، والبرود اليمنية والأنسجة الحريرية، والأسلحة
وغيرها مما يوجد في شبه الجزيرة، أو يكون مستوردًا من خارجها، ثم تذهب به إلى
الشام وغيرها ثم تعود محملة بالقمح، والحبوب، والزبيب، والزيتون، والمنسوجات
الشامية وغيرها.

واشتهر اليمنيون بالتجارة،
وكان نشاطهم في البر وفي البحار، فسافروا إلى سواحل إفريقيا وإلى الهند
وإندونيسيا، وسومطرة وغيرها من بلاد آسيا، وجزر المحيط الهندي أو البحر العربي كما
يسمى، وقد كان لهم فضل كبير بعد اعتناقهم الإسلام، في نشره في هذه الأقطار.
وكان التعامل بالربا منتشرًا
في الجزيرة العربية، ولعل هذا الداء الوبيل سرى إلى العرب من اليهود([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط])
وكان يتعامل به الأشراف وغيرهم وكانت نسبة الربا في بعض الأحيان إلى أكثر من مائة
في المائة([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).
وكان
للعرب أسواق مشهورة: عكاظ، ومجنّة، وذو المجاز، ويذكر بعض المؤلفين في أخبار مكة
أن العرب كانوا يقيمون بعكاظ هلال ذي القعدة، ثم يذهبون منه إلى مجنة بعد مضي
عشرين يومًا من ذي القعدة، فإذا رأوا هلال ذي الحجة ذهبوا إلى ذي المجاز فلبثوا
فيها ثمانيَ ليال، ثم يذهبون إلى عرفة، وكانوا لا يتبايعون في عرفة ولا أيام منى
حتى جاء الإسلام فأباح لهم ذلك, قال تعالى: (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُوا فَضْلاً مِّن
رَّبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللهَ عِنْدَ
الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنْتُمْ مِّن
قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ) [البقرة: 198].
وقد استمرت هذه الأسواق في
الإسلام إلى حين من الدهر ثم دَرَست، ولم تكن هذه الأسواق للتجارة فحسب، بل كانت
أسواقًا للأدب والشعر والخطابة يجتمع فيها فحول الشعراء ومصاقع الخطباء، ويتبارون
فيها في ذكر أنسابهم، ومفاخرهم، ومآثرهم، وبذلك كانت ثروة كبرى للغة، والأدب، إلى
جانب كونها ثروة تجارية([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).
رابعًا: الحالة الاجتماعية
هيمنت التقاليد والأعراف على
حياة العرب، وأصبحت لهم قوانين عرفية فيما يتعلق بالأحساب والأنساب، وعلاقة
القبائل ببعضها والأفراد كذلك، ويمكن إجمال الحالة الاجتماعية فيما يأتي:
1- الاعتزاز
الذي لا حد له بالأنساب، والأحساب، والتفاخر بهما:

فقد حرصوا على المحافظة على
أنسابهم، فلم يصاهروا غيرهم من الأجناس الأخرى، ولما جاء الإسلام قضى على ذلك وبين
لهم أن التفاضل إنما هو بالتقوى والعمل الصالح.
2- الاعتزاز
بالكلمة، وسلطانها، لا سيما الشعر:

كانت تستهويهم الكلمة
الفصيحة، والأسلوب البليغ، وكان شعرهم سجل مفاخرهم، وأحسابهم، وأنسابهم، وديوان
معارفهم، وعواطفهم، فلا تعجب إذا كان نجم فيهم الخطباء المصاقع، والشعراء الفطاحل،
وكان البيت من الشعر يرفع القبيلة, والبيت يخفضها، ولذلك ما كانوا يفرحون بشيء
فرحهم بشاعر ينبغ في القبيلة.

3- المرأة
في المجتمع العربي:

كانت المرأة عند كثير من
القبائل كسقط المتاع، فقد كانت تورث، وكان الابن الأكبر للزوج من غيرها من حقه أن
يتزوجها بعد وفاة أبيه, أو يعضلها عن النكاح، حتى حَرَّم الإسلام ذلك، وكان الابن
يتزوج امرأة أبيه([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط])
فنزل قول الله تعالى: (وَلاَ تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ
النِّسَاءِ إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ
سَبِيلاً) [النساء: 22].

وكانت العرب تحرم نكاح
الأصول كالأمهات، والفروع كالبنات، وفروع الأب كالأخوات، والطبقة الأولى من فروع
الجد كالخالات والعمات([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).

وكانوا لا يورثون البنات ولا
النساء ولا الصبيان، ولا يورثون إلا من حاز الغنيمة وقاتل على ظهور الخيل، وبقي
حرمان النساء والصغار من الميراث عرفا معمولاً به عندهم إلى أن توفي أوس بن ثابت
في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وترك بنتين
كانت بهما دمامة، وابنًا صغيرًا، فجاء ابنا عمه وهما عصبته فأخذا ميراثه كله،
فقالت امرأته لهما: تزوجا البنتين، فأبيا ذلك لدمامتهما، فأتت رسول الله فقالت: يا
رسول الله توفي أوس وترك ابنًا صغيرًا وابنتين، فجاء ابنا عمه سويد وعرفطة فأخذا
ميراثه، فقلت لهما: تزوجا ابنتيه، فأبيا، فقال عليه الصلاة والسلام: «لا تحركا في الميراث شيئًا» ([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط])،
ونزل قوله تعالى: (لِلرِّجَالِ
نَصِيِبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ
مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ
نَصِيبًا مَّفْرُوضًا) [النساء: 7].

وكان العرب يُعيّرون
بالبنات؛ لأن البنت لا تخرج في الغزو، ولا تحمي البيضة من المعتدين عليها، ولا
تعمل فتأتي بالمال شأن الرجال، وإذا ما سبيت اتخذت للوطء تتداولها الأيدي لذلك، بل
ربما أكرهت على احتراف البغاء، ليضم سيدها ما يصير إليها من المال بالبغاء إلى
ماله، وقد كانت العرب تبيح ذلك، وقد كان هذا يورث الهم والحزن والخجل للأب عندما
تولد له بنت، وقد حدثنا القرآن الكريم عن حالة من تولد له بنت فقال تعالى: (وَإِذَا بُشِّرَ
أَحَدُهُمْ بِالأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ` يَتَوَارَى
مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ
يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ ساءَ مَا يَحْكُمُونَ) [النحل: 58-59].

وكثيرا ما كانوا يختارون
دسها في التراب، ووأدها حية، ولا ذنب لها إلا أنها أنثى([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط])؛
ولذلك أنكر القرآن الكريم عليهم هذه الفعلة الشنيعة قال تعالى: (وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ
سُئِلَتْ` بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ) [التكوير: 8-9].

وكان بعض العرب يقتل أولاده
من الفقر أو خشية الفقر فجاء الإسلام وحرم ذلك قال تعالى: )قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا
وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلاَدَكُم مِّنْ إِمْلاَقٍ
نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ) [الأنعام: 151].

وقال تعالى: )وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلاَدَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاَقٍ نَّحْنُ
نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا ) [الإسراء: 31].

وكانت بعض القبائل لا تئد
البنات، كما كان فيهم من يستقبحون هذه الفعلة الشنعاء كزيد بن عمرو بن نفيل([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).

وكانت بعض القبائل تحترم
المرأة وتأخذ رأيها في الزواج، وكانت المرأة العربية الحرة تأنف أن تفترش لغير
زوجها وحليلها، وكانت تتسم بالشجاعة وتتبع المحاربين وتشجعهم، وقد تشارك في القتال
إذا دعت الضرورة، وكانت المرأة البدوية العربية تشارك زوجها في رعي الماشية،
وسقيها، وتغزل الوبر والصوف وتنسج الثياب، والبرود، والأكسية، مع التصون والتعفف([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).

4- النكاح:

تعارف العرب على أنواع
النكاح، لا يعيب بعضهم على بعض إتيانها، وقد ذكرت لنا السيدة عائشة رضي الله عنها
فقالت: «إن النكاح في الجاهلية كان على أربعة أنحاء: فنكاح منها نكاح اليوم: يخطب الرجل إلى الرجل وليته أو ابنته،
فيصدقها ثم ينكحها، ونكاح آخر: كان الرجل يقول
لامرأته إذا طهرت من طمثها([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]):
أرسلي إلى فلان فاستبضعي([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط])
منه، ويعتزلها زوجها ولا يمسها أبدا، حتى يتبين حملها من ذلك الرجل الذي تستبضع
منه، فإذا تبين حملها أصابها زوجها إذا أحب وإنما يفعل ذلك رغبة في نجابة الولد،
فكان هذا النكاح نكاح الاستبضاع، ونكاح آخر:
يجتمع الرهط([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط])
ما دون العشرة، فيدخلون على المرأة كلهم يصيبهافإذا حملت ووضعت، ومرت
ليال بعد أن تضع حملها أرسلت إليهم، فلم يستطع رجل منهم أن يمتنع حتى يجتمعوا
عندها، تقول لهم: قد عرفتم الذي كان من أمركم، وقد ولدت، فهو ابنك يا فلان، تسمي
من أحبت باسمه، فيلحق به ولدها لا يستطيع أن يمتنع به الرجل، والنكاح الرابع: يجتمع الناس الكثير، فيدخلون على
المرأة لا تمنع من جاءهاوهن البغايا كن ينصبن على أبوابهن رايات تكون
علما، فمن أرادهن دخل عليهن، فإذا حملت إحداهن ووضعت حملها جمعوا لها، ودعوا لها
القافة([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط])
ثم ألحقوا ولدها بالذي يرون، فالتاط([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط])
به ودعي ابنه، لا يمتنع من ذلك، فلما بعث محمد صلى الله
عليه وسلم بالحق هدم نكاح الجاهلية إلا نكاح الناس اليوم»([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).

وذكر بعض العلماء أنحاء أخرى
لم تذكرها عائشة رضي الله عنها كنكاح الخدن وهو في قوله تعالى: )وَلاَ مُ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elmuslim.ahladalil.com
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

الفصل الاول (أهم الأحداث التاريخية من قبل البعثة حتى نزول الوحي) :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

الفصل الاول (أهم الأحداث التاريخية من قبل البعثة حتى نزول الوحي)

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» الحديث الاول(الاربعون النووية) الأعمال بالنيات صوتى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المسلم والجنة :: مكتبة المسلم :: رف التاريخ :: محمد صلى الله علية وسلم-
انتقل الى: